أبحاث وورش عمل ومعارض في مؤتمر المكتبيين العرب

تاريخ النشر

-الإسكندرية في 28 ديسمبر

بدأت صباح الاثنين 27 ديسمبر 2004 بمكتبة الإسكندرية فعاليات المؤتمر الخامس عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، تحت عنوان "المكتبة العربية والتنمية الثقافية في عالم متغير"، يناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام، عدداً من الموضوعات من بينها دور المكتبة العربية في التأصيل والمحافظة على الثقافة العربية وتنميتها بين أفراد الشعب العربي، وذلك من خلال خمسة محاور هي "دور أمين المكتبة في التنمية الثقافية"، و"دور المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية في التنمية الثقافية"، و"كيفية حماية الثقافة العربية من الغزو الفكري"، و"المكتبات العربية والتنمية الرقمية"، و"الانترنت والتلاقح الثقافي".

يهدف الاتحاد العربي للمكتبات بتنظيم هذا المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف مثل، تحديد دور المكتبات ومرافق المعلومات في جمع وتنظيم المعلومات والمعارف التي تعتبر العصب الرئيسي لتحقيق التنمية المجتمعية بالوطن العربي، وإعادة التفكير في الفضاء المعرفي الجديد نتيجة التحولات التكنولوجية والبحث في سبيل إعداد القارئ العربي للتعامل مع الثقافة الرقمية واستخدام أوعية المعلومات الالكترونية والتراث العربي المرقمن، وتناول التوجهات الحديثة لإعداد القوى العاملة في المكتبات الرقمية العربية وخاصة استخدام طرق التعلم عن بعد وتحديد المؤهلات والكفاءات المطلوبة من الجيل الجديد لأخصائيي المعلومات العرب.

قدم المشاركون في المؤتمر من مصر والدول العربية المشاركة مثل ليبيا، والسودان، والجزائر، والمملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول العربية الأعضاء في اتحاد المكتبيين العرب، أكثر من 50 ورقة بحثية من بينها البحث الذي قدمته الأستاذة فاتن عباس بمكتبة حلوان للطفل، حول "مكتبات الأطفال ودورها في التنمية الثقافية" وركز البحث على محورين رئيسيين هما؛ دور المكتبات في تنمية ثقافة الطفل العربي والطرق الحديثة المستخدمة لجذب الأطفال وارتباطهم بالمكتبات والخدمات والأنشطة الحديثة المباشرة والغير مباشرة والتطور الهائل في أشكالها وطرق تقديمها، أما المحور الثاني فدار حول أخصائيي مكتبات الأطفال ودورهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي للطفل والطرق الحديثة لتدريبهم وإعدادهم وتأهيلهم لمواكبة التقنيات الحديثة والتطور الهائل في مجال المكتبات والمعلومات.

كما قدم أخصائيو المعلومات بمكتبة المعادي العامة بحثاً حول "دور أمين المكتبة في تنمية الوعي الثقافي" جاء فيه أن مراكز المعلومات ما هي إلا مؤسسات علمية تضم أشكالاً متنوعة من أوعية المعلومات التي يتصل عمل أمين المكتبة بالمحتوى الفكري لها اتصالاً مباشراً ، وذكر البحث أن أمين المكتبة يقوم بأداء دور هام في مواجهة تحديات مجتمع المعلومات والتطور التكنولوجي الهائل من خلال إلمامه ومعرفته الكاملة بأوعية المعلومات التقليدية وغير التقليدية بالإضافة إلى جميع النظم الآلية في المكتبات بالشكل الذي يمكنه من إفادة جمهور المستفيدين والمساعدة في تنمية الوعي الثقافي للمجتمع.

كما قدمت الأستاذة نرمين صابر توفيق أخصائي المكتبات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ورقة بحثية حول "النشر الالكتروني وخدمة مجتمع الباحثين"، تناولت خلالها مفهوم النشر الإلكتروني من مختلف الزوايا في محاولة للحصول على صورة مكتملة لهذا المفهوم، كما أوضحت أهداف النشر الالكتروني ومزايا استخدامه على كافة المستويات وتطرقت إلي شرح البنية الأساسية اللازمة لتطبيق النشر الالكتروني وذلك فيما يتعلق بالركائز الفنية والمادية اللازمة لها، مع رصد لأهم مواقع النشر الالكتروني على المستويين العربي والدولي والتي يمكن الاستفادة منها.

أما بالنسبة للأبحاث المقدمة من المشاركين العرب فمنها، بحث حول "الكتاب الالكتروني ودوره في دعم عملية التعليم الالكتروني" للأستاذة أحلام فرج الصوصاع، عضو هيئة تدريس قسم المكتبات والمعلومات بجامعة قاريونس، تضمن البحث دراسة بدأت بتعريف الكتاب الإلكتروني وأنواعه وأهميته ومميزاته ودوره في تطوير المدارس والجامعات وخاصة في عملية التعليم الإلكتروني، الذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدرته الفائقة علي تطوير العملية التعليمية، حيث أصبح التعليم الالكتروني باستخدام الحاسوب علي رأس الخطط والأهداف الإستراتيجية في الدول المتقدمة.

قدم أيضاً الأستاذ أيمن صالح رحمة، قسم علوم المكتبات والمعلومات بكلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية بالسودان، دراسة تحليلية لدور المكتبات العامة بالسودان في دعم التنمية الثقافية للمجتمع السوداني، من خلال استعراض دور وتأثير المكتبات العامة في السودان في نشر التنمية الثقافية للمجتمع السوداني، حيث تناول مفهوم التنمية الثقافية ثم قدم خلفية تاريخية عن نشأة وتتطور المكتبات في السودان وأهم الأدوار الثقافية والتعليمية التي تضطلع بها، كما تعرضت الدراسة للمشاكل والعقبات التي تقف ضد تقديم خدمات فعالة ترضي المستفيدين والإسهامات الثقافية للمكتبات ودورها الفاعل في تكوين الوجدان والفكر السوداني.

واختتمت الدراسة بتقديم عدد من النتائج والتوصيات التي من شأنها وضع بعض الحلول التي تساعد في إزالة العقبات التي تقف في طريق تطور المكتبات العامة وتحد من دورها الثقافي والاجتماعي والتعليمي.

وحول توظيف الإنترنت في المكتبات الجامعية قدم الدكتور رائد سليمان من جامعة الحسين بن طلال- الأردن، دراسة ميدانية تهدف إلى معرفة واقع استخدام الإنترنت في إدارة العمليات الفنية في مكتبات الجامعات بالأردن وكان من أهم نتائج الدراسة أن المكتبات الجامعية تتوفر فيها البنية التحتية للإنترنت علي الرغم من ضعف استخدامها في إدارة النشاطات الفنية، وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات منها ضرورة أن تعقد المكتبات دورات متخصصة في استخدام الانترنت في إدارة العمليات الفنية في المكتبات لرفع كفاءة وفاعلية الموظفين وتحقيق الفائدة القصوى من استخدام الإنترنت في المكتبات بالإضافة إلى الاعتماد على النظم الحديثة مثل نظم المعلومات المتكاملة والذي يساعد المكتبات على التعاون الفعال في الإعارات المتبادلة والفهرس الموحد والتزويد المشترك.

وقدم الأستاذ عز الدين بودربان بقسم علم المكتبات بجامعة منتوري بالجزائر، ورقة بحث عن "دور أخصائيي المعلومات في التنمية الثقافية وفي تحدي العالم الإلكتروني" جاء فيها أن تكيف أخصائيي المعلومات مع المجتمع الإلكتروني الجديد يتطلب أن يتصف بخصائص جوهرية تساعده على لعب دور محوري في التنمية الثقافية وفي مواجهة تحديات المجتمع الالكتروني، وعرضت الدراسة لمجموعة من التساؤلات حول الدور المركزي الذي ينتظر أخصائيي المعلومات للنهوض بالمستوى الثقافي في مجتمعاتهم؟ ومفهوم التنمية الثقافية في ظل التغيرات التي أفرزتها التكنولوجية الجديدة للمعلومات والاتصال.

وحول "المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية ودورها المفقود في الألفية الثالثة" قدم الدكتور هشام بن عبد الله العباس بجامعة الملك عبد العزيز بحثاً تناول التعريف بالمكتبات العامة في السعودية ومدى استجابتها لمتغيرات الألفية الثالثة في ظل سيادة العولمة وتأثير التطور المذهل في تقنية المعلومات والاتصالات ومن ثم الكشف عن الأسباب الحقيقية للعزلة التي تعيشها تلك المكتبات والخلل الواضح في العلاقة بين المكتبة والمواطن السعودي وكيفية التغلب على تلك الصعوبات.

يصاحب المؤتمر عدداً من ورش العمل التي تهتم بتنمية مهارات المكتبيين والتعرف علي تصوراتهم لتطوير عملهم بما يتناسب مع التطور التكنولوجي السريع، ومن بين هذه الورش "ورشة فهرسة مصادر الانترنت" والتي تهدف إلى التعرف على معايير فهرسة مصادر الانترنت مثل الميتاداتا ودبلن كور، وتقديم رؤية عملية لأخصائي المكتبات نحو ما يمكن لهم القيام به في المصادر المتاحة على الانترنت، والتعرف على النظم الآلية العربية والمعربة وطرق معالجتها لفهرسة مصادر الإنترنت و"ورشة العمليات الفنية بالمكتبات ومراكز المعلومات في ظل تكنولوجيا الإنترنت" وتهدف هذه الورش إلى إكساب المتدربين القدرة على إنجاز العمليات الفنية من (فهرسة –وتحليل موضوعي- تصنيف) في ظل استخدام الإنترنت، والتعرف على أهم التطورات التكنولوجية الحديثة التي دخلت إلى مجال المكتبات والمعلومات (المكتبة الإلكترونية، النظم الآلية، قواعد البيانات الإلكترونية).

كما يقام خلال فترة المؤتمر، معرض للأجهزة والبرمجيات المستخدمة في المكتبات بالإضافة إلى الكتب ومصادر المعلومات، مما يتيح الفرصة للمشاركين للتعرف على النظم الآلية الجديدة في مجال المكتبات والمعلومات والتعرف على الإنتاج الفكري الجديد سواء المطبوع أو الالكتروني.

وكان الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، قد ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أشار فيها إلى أن العالم يعيش ثورة معلوماتية تمكنه من وضع المعرفة بأكملها في متناول الجميع في أي وقت، وأضاف أن المكتبة الرقمية هي مستقبل المجتمع النامي الذي يتعذر عليه شراء المعرفة المطبوعة، مؤكداً أن لها دوراً هائلاً في أوقات الحروب والأزمات مثل الأزمة التي تمر بها العراق حالياً، حيث ستساعد المكتبة الرقمية على وجود نسخة ثانية تتضمن كل ما يتعلق بالتراث العربي.

أيضاً ألقى الدكتور سراج الدين كلمة السيد ألكس برن الرئيس المنتخب لمنظمة IFLA (الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات)، والتي جاء فيها، أن العالم يدخل في ثورة رقمية مستشعراً ضراوة الثقافة الغربية ويحاول جاهداً أن يحافظ على خصوصيته الثقافية، حيث تناول المحاور الثلاثة التي يقوم عليها عمل منظمة الـ IFLA وهي (المجتمع – المهنة – الأعضاء)، مشيراً إلي أن دور المكتبة في المجتمع يبدأ من دورها في التنمية العلمية، والحفاظ على ذاكرة المجتمع، وزيادة التفاهم والتكامل بين الثقافات والحضارات المختلفة، بالإضافة إلى إضفاء نوع من الرفاهية على المجتمع.

وأضاف أنه من بين القضايا المهمة التي يجب أن تعمل المكتبات على معالجتها داخل المجتمع، قضية الملكية الفكرية، والرقابة وحظر حرية التعبير، وغيرها من حواجز حرية انتقال المعلومات.

وفيما يتعلق بمفهوم المهنة أو مفهوم المكتبي والذي لا يجب يُنظر إليه على أنه أمين مكتبة فقط ولكن على أن له دور خاص في التعامل مع المعلومات، ولذا تهتم المنظمة بالبرامج والوسائل والمعايير الخاصة بالمكتبيين لتحسين أداء الخدمات المكتبية.

أما آخر أعمدة المنظمة فهو أعضائها من المكتبات حول العالم والذين يبلغ عددهم 7000 مكتبة في 150 دولة ما بين مكتبات متخصصة وقومية.

وأكدت الكلمة التي ألقاها الدكتور إسماعيل سراج الدين نيابة عن السيد الكيس برن أن الاهتمام الأول لمنظمة الـ IFLA هو نقل آراء وهموم المكتبيين إلى قمة المعلوماتية حتى لا تتحول هذه الرسالة إلى مهنة مرهونة بالاهتمامات التجارية فقط، بالإضافة إلى التنوع الثقافي ولذا تعمل المنظمة جاهدة لتضمين الوجود العربي على ساحة الثقافة والمعرفة والمعلومات بالإضافة إلى التعامل الأمثل مع وسائل الإعلام لمنع الحكر الثقافي لبعض الحضارات، وأخيراً الاهتمام بالبعد الأخلاقي للتعامل في مجال المعلومات.

الجلسة الافتتاحية د. إسماعيل سراج الدين
أثناء كلمته


شارك