السيدة سوزان مبارك سفيراً فخرياً لمؤسسة هانز كريستيان أندرسون-
تدشين أول مجموعة مترجمة باللغة العربية لمؤلفات أندرسون بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية في 13 يناير 2005— قامت مؤسسة "هانز كريستيان أندرسون 2005" بتنصيب السيدة سوزان مبارك حرم السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، سفيراً فخرياً لها وذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها المكتبة بالتعاون مع سفارة الدانمرك، ظهر اليوم الخميس الثالث عشر من يناير 2005 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لمولد الكاتب الدانمركي هانز كريستيان أندرسون (1805- 1875)، وذلك بحضور كل من الأمير يواكيم نجل ملكة الدانمارك الأصغر، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، والدكتور عمرو سلامة، وزير التعليم العالي، والسيد اللواء محمد عبد السلام المحجوب، محافظ الإسكندرية، والدكتور محمد عبداللاه، رئيس جامعة الإسكندرية، والسيدة توف فيرجو، وزيرة الشئون الكنسية بالدانمارك، والسيد بجارني هـ سورنسن، سفير الدانمارك بالقاهرة، والسيد ايرلاند كولدينج نيلسون، مدير المكتبة الملكية بالدانمارك.

خلال الاحتفالية ألقت السيدة سوزان مبارك كلمة رحبت فيها بالسادة الضيوف، ثم تحدثت عن حياة الكاتب الكبير هانز كريستيان أندرسون ذكرت فيها أنه ولد لعائلة فقيرة لم تكن لتدري أن طفلها يمكن أن يحقق كل هذا النجاح من خلال قصصه الخيالية للأطفال والتي جلبت السعادة للملايين حول العالم من الأطفال والكبار، والتي أيضا تعتبر أداة هامة للجيل القادم لتفتح لهم الأبواب على الثقافات المختلفة وتصل بين الشعوب وتقدر روح وقلب الإنسان وليس شكله.

كما شكرت السيدة سوزان مبارك المؤسسة على الإهداء القيم الذي أهدته للمكتبة مشيرة إلى أنه لا يعتبر أدبا للأطفال فقط ولكنه يعتبر وسيلة للانفتاح والحوار والتفاهم بين الحضارات والثقافات ورسالة للسلام في عالم يسوده الحرب والكراهية والشك والخوف. وأكدت السيدة سوزان مبارك في آخر كلمتها أن أدب الأطفال سيبقى هو الأفضل في تراثنا والذي سيساعد الأجيال القادمة على أن تكون عامل محفز للتطور والحياة والذي سيساعدنا على التعايش معاً رغم الاختلافات لأنه سيذكرنا بأننا مشتركون في إنسانيتنا. كما ذكرت سيادتها أن أدب أندرسون لابد وأن يثري بشكل كبير أدب الأطفال المكتوب بالعربية وان الإهداء الذي قدمته مؤسسة أندرسون اليوم كنز قيم سيصل إلى متناول العديد من الأطفال في مصر.

كما قام السيد بجارني سورنسون سفير دولة الدانمارك بالقاهرة، بإلقاء كلمة جاء فيها، أن هذه الاحتفالية هي حدث عالمي وأكبر حدث ثقافي في أوروبا وأنه يتشرف بوجود الاحتفالية في مكتبة الإسكندرية التي تعد جسراً بين الماضي والمستقبل، كما أشار السيد سورنسن أن هذه الاحتفالية تعد محاولة لإعادة ترجمة واستكشاف أعمال الكاتب الدانماركي الشهير، كما ذكر سيادته انه تم اختيار مصر لتكون بوابة العالم على الوطن العربي طوال فترة احتفالات المؤسسة ولتستطيع الدانمارك أن تروج لكتابات أندرسون والثقافة الدانماركية في العالم العربي لرفع مستوى الوعي لدى الشعب العربي بهما، وأشار أنه بداخل مكتبة الإسكندرية سيتم اكتشاف التاريخ من جديد.

أيضاً ألقت السيدة توف فيرجوس، رئيسة وزراء ووزيرة الشؤون الكنسية الدانماركية كلمة في الحفل، أشارت فيها إلى سعادتها بوصول الاحتفالية المئوية الثانية لأندرسون إلى كل العالم، وأكدت على أن هذه الاحتفالية ستصبح واحدة من أكثر الأحداث الثقافية طموحاً في عام 2005 لان أندرسون كان واحداً من أهم سفراء الحوار الثقافي في عصره والذي لا تزال كتاباته المصورة عن رحلاته تشهد على انفتاحه على العالم والذي يعد حتى الآن إلهاما للفن والثقافة في الدانمارك. واختتمت السيدة فيرجوس كلمتها مؤكدة على فخر كل الشعب الدانماركي بمشاركة العالم لثقافته وتاريخه الأدبي مشيرة إلى كل الترجمات التي حظيت بها مؤلفات أندرسون ولاسيما الترجمة العربية التي تأمل أن تكون مصدراً لإلهام الأطفال في العالم العربي.

بعد ذلك قدم السيد ايرلاند نيلسون مدير المكتبة الملكية الدانماركية، كلمته أعرب فيها عن سعادته بأن تقدم مكتبة الدانمارك الملكية العدد الأول من مؤلفات أندرسون المترجمة بالعربية، وأشار إلى أن المشرف على مشروع الترجمة هي الكاتبة العراقية الأصل دنى غالي بالتعاون مع مدير إدارة المجموعات الشرقية السيد ستيج راسموسين المتخصص في الأدب العربي. ذكر السيد نيلسون في كلمته أن أغلب الترجمات الأولى لمؤلفات أندرسون كانت باللغة الانجليزية فقط، وان هذه الترجمة الجديدة تم ترجمتها من اللغة الدانماركية مباشرة بالإضافة إلى معالجتها بصورة تتناسب مع الأطفال وبصورة تسمح بتوصيل أسلوب أندرسون الأدبي لأكبر عدد من الجمهور. وأعلن السيد أيرلاند أن الكتاب يحتوي على 23 قصة خيالية تم طبعها من خلال مشروع "الكتاب بالمجان للجميع" والذي سيتم خلاله اختيار كتاب كل شهر وتوزيعه مع 9 من أشهر الجرائد العربية في 8 دول عربية هي دار القاهرة بمصر، والثورة بسوريا، وسفير بلبنان، والقبس بالكويت، والأيام بالبحرين، والحياة بالسعودية، والاتحاد والمدى بالعراق، والبيان بالا مارت. كما ذكر انه يتم حالياً إعداد طبعة اشمل تضم عدد اكبر من مؤلفات أندرسون وتحليلاً عميقاً لقصصه الخيالية.

وأعرب سيادته في نهاية الكلمة عن رغبته الشديدة في التعاون مع مكتبة الإسكندرية في المجالين المكتبي والثقافي مستشهداً بمقولة أندرسون "أن نقرأ هو أن نعيش".

اختتمت الاحتفالية بعد ذلك بكلمة الأمير يواكيم والذي أكد على أن هانز كريستيان أندرسون لم يكن راو عادياً للقصص والذي أصبح صوتاً دولياً للدانمارك وان الدانمارك بهذه الاحتفالية تسعى إلى إعادة اكتشاف حياة وكتابات أندرسون. واستعرض الأمير مؤلفات أندرسون قائلاً انه كتب أكثر من 150 قصة خيالية كما كتب روايات ومسرحيات وأشعار ومجموعة كبيرة من كتب السفر بالإضافة إلى مذكراته الشخصية، وأشار الأمير إلى أن أندرسون عمد إلى كتابة كل هذا حتى يستطيع فهم نفسه وفهم الحياة التي تحيط به، وذكر الأمير يواكيم في كلمته انه تم اختيار السيدة سوزان مبارك سفيراً فخرياً لمؤسسة هانز كريستيان أندرسون لأنها وهبت حياتها للأعمال الخيرية والثقافية، وفي نهاية الاحتفالية قام الأمير بتنصيب السيدة سوزان مبارك سفير فخرياً للمؤسسة، والتي سبق لها تنصيب مجموعة من كبار الشخصيات العالمية كسفراء لها، من بينهم، الملكة مارجريت الثانية ملكة الدنمرك، والسيد جيلبرتو جيل، وزير الثقافة البرازيلي، والسيدة لويزا دوران دي لاجوس، حرم رئيس جمهورية تشيلي.

عقب ذلك نظمت القنصلية الدانمركية في الإسكندرية حفل استقبال خاص بنادي "الإسكندرية" - السوري سابقاً – قامت خلاله مؤسسة (هانز كريستيان أندرسون 2005)، بتنصيب الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية سفيراً لها. حيث قام الأمير يواكيم بتنصيبه قائلاً أن المؤسسة اختارت الدكتور سراج الدين ليكون سفيراً لها بناءًا على قدراته العلمية القوية من خلال ثقافته الواسعة ومن خلال تواجده كمدير لمكتبة الإسكندرية، وأنه تم اختياره سفيراً للمؤسسة ليكون له دوراً أساسياً في مصر والعالم العربي للترويج لأدب أندرسون الذي يعد جسراً للتواصل بين الدانمارك والعالم العربي.

جاءت هذه الاحتفالية في إطار عام هانز كريستيان أندرسون والذي تقوم الدانمرك خلاله بتخليد ذكرى هذا الكاتب العظيم من خلال مجموعة كبيرة من الأنشطة الفنية المتميزة، تتضمن احتفالات أدبية، وعروض مسرحية، وموسيقية، وعروض راقصة، وأفلام وبرامج تليفزيونية، ومعارض، ومتاحف فنية، بالإضافة إلى بعض الوسائل التعليمية وعروض الأوبرا، وتشارك فيها الاوركسترا السيمفوني الإذاعي والكورال الإذاعي الدانمركي، وفرقة الباليه الملكية الدانمركية، وفرقة الباليه الاسترالية، والأكاديمية الصينية للفنون.

ومن المقرر أن تقوم مجموعة من أشهر المؤلفين الموسيقيين الدانمركيين العالميين من أمثال بو هولتين، وبن سورنسين، بتأليف عدد من القطع الموسيقية الجديدة المستوحاة من عالم هانز كريستيان أندرسون مشاركة منهم في هذا العام الاحتفالي.

كذلك قامت مؤسسة (هانز كريستيان أندرسون2005) بالتعاون مع مدينة أودينس الدانمركية التي نشأ بها أندرسون، ووزارتي الاقتصاد، والثقافة الدانمركيتين، والمجلس المحلي لمدينة فونن الدانمركية، بتخصيص حوالي 26 مليون يورو كدعم مالي لهذه الاحتفالات.

من المعروف أن هانز كريستيان أندرسون قد أمتع العديد من الأجيال بأعماله المتميزة في مجال أدب الطفل، فمن خلال 168 قصة تمثل إجمالي ما قدمه للساحة الأدبية، تميزت كتاباته بالجمع بين الأساطير الجذابة، وتعليم الأخلاق الحميدة، وخفة الظل، بالإضافة إلى خياله المبدع، وهي العناصر التي كانت وراء شهرته وتفرده في مجال الكتابة والتي لم تجذب الأطفال فحسب ولكن جذبت القراء من جميع الأعمار.

ولد هانز كريستيان أندرسون عام 1805م في مدينة أدونيس، لأبوين متوسطي الحال وكان أباه قارئاً جيداً فشجعه ذلك على القراءة والعلم، وفي عام 1822 حصل هانز على منحة دراسية أهلته لدخول مدرسة القواعد النحوية بمدينة سلاجلسي، ثم التحق هانز بجامعة كوبنهاجن في عام 1827ليكمل تعليمه، ومع بداية عام 1831 بدأ أندرسون في السفر حول أوروبا وكانت زيارته لألمانيا في هذا العام ملهماً له ليبدأ أولى كتاباته.

من أشهر كتابات أندرسون "البطة القبيحة"، "وعروس البحر الصغيرة"، "الأميرة وحبة البازلاء"، "وملكة الثلج"، وقد ترجمت كل هذه الأعمال إلى معظم لغات العالم.

جدير بالذكر أن هناك جائزة أدبية باسم هانز كريستيان أندرسون يطلق عليها "جائزة نوبل الصغرى" ويمنحها المجلس العالمي لكتب الأطفال "الأيبي" بسويسرا ـ وهو منظمة غير حكومية أُسست منذ خمسين عاماً لتكريم الكتَّاب والرسامين في مجال أدب الطفل- وتُمنح الجائزة كل عام لأحد الكتاب أو الرسامين عن مجمل أعماله التي أسهمت في إثراء عالم أدب الطفل.

   
السيدة سوزان مبارك
أثناء إلقاء كلمتها
  الأمير يواكيم يقدم درع المؤسسة
للسيدة سوزان مبارك
  الاحتفالية


شارك