مكتبة الإسكندرية تعرض الفيلم الوثائقي الفرنسي العصر الذهبي للإسلام

تاريخ النشر

الإسكندرية— نظم متحف تاريخ العلوم التابع لمركز القبة السماوية العلمي أمس الأحد الموافق 21 أكتوبر 2007 احتفالاً بعرض الفيلم الفرنسي"العصر الذهبي للإسلام". يتناول الفيلم تطور مختلف فروع العلم من خلال أعمال العلماء العرب الشهيرة. وقد قام بتعريب الفيلم الدكتور عادل رفعت وبهجت النادي الخبراء باليونيسكو. حضر الحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية الذي أشاد بفكرة الفيلم الوثائقي الذي كتبه محمد حسين وأخرجه فيليب كلديرون، وأشار إلى أنه في الفترة من القرن التاسع إلى القرن الثاني عشر كان العالم الإسلامي هو مصدر الإشعاع الحضاري للعالم. وقد امتدت حدوده من إسبانيا إلى الهند حيث تقع بغداد، غرناطه، قرطبة، القاهرة، دمشق، تلك المدن العظيمة ذات الحضارة العريقة. وقد كانت حضارة الإسلام هي المنبع العلمي والثقافي للعالم الغربي في القرون الوسطي، وكانت الدافع وراء النهضة الأوروبية.

وقد أشار الدكتور بهجت النادي إلى أن فكرة الفيلم ظهرت أثناء إقامتنا في فرنسا حيث وجدنا الغربيين لا يعرفون شيئاً عن الحضارة الإسلامية بل كثير من المسلمين، وقد تحدث الكثيرين في الغرب عن الحضارة اليهودية والمسيحية دون الإسلامية التي لعبت دوراً هاماً ومحورياً في تطوير هذه الحضارات.

يعرض الفيلم تاريخ العلماء العرب وإسهاماتهم في نهضة العلوم عن طريق تتبع أعمالهم من خلال ثمانية أجزاء: الأول، مقدمة عن تاريخ الحضارة العربية وبداية ظهور الإسلام وغزوات العرب؛ والثاني: بغداد عاصمة الثقافة العربية (كان يا ما كان مدينة تدعي بغداد)؛ والثالث: الحضارة العربية في الأندلس، عمارتها، وسيطرة اللغة والثقافة العربية عليها (ملحمة الأندلس)؛ أما الجزء الرابع: تطور علم الفلك والرياضيات في العالم العربي وإسهامات العلماء العرب في تلك المجالات كالخوارزمي، وابن الهيثم، والبيروني (السماء كتاب مفتوح)؛ بينما الخامس يتحدث عن الطب والصيدلة وأشهر العلماء بهذه المجالات كالرازي، وابن سينا، والزهراوي (أسرار الجسم البشري)؛ والجزء السادس: الفلسفة والقضاء في الإسلام( الفقهاء والفلاسفة)؛ والجزء السابع: حركة النقل وترجمة التراث العربي للعالم الأوروبي (من العربية إلى اللاتينية)؛ الثامن: تدهور الحضارة العربية (نسيان ما هو عربي).

وبعد عرض الفيلم قام الدكتور يوسف زيدان مدير متحف ومركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، بإلقاء محاضرة حول العصر الذهبي للإسلام، حيث قدم التحية للقائمين على هذا العمل الذي أعده نتاج حضاري تم بمشاركة أناس من ديانات مختلفة. ثم قام بإبداء بعض الملاحظات حول العرض مشيراً إلى أن العصر الذهبي للإسلام مفهوم عام حيث أنه كانت هناك لحظات ذهبية، وما جمعه الفيلم هو نتيجة جمعها معاً، فكل مرحلة بها انجازات وإخفاقات وهذا هو المزيج الذي يصنع الحضارة. وأكد أن الحضارة الإسلامية العربية من أطول الحضارات الإنسانية عمراً، فهي تبلغ ما يقرب من 1500 عام وتجمع أناس التفوا حول ثقافة واحدة هي الثقافة الإسلامية.

وفي الختام، عقدت مناقشة مفتوحة مع الدكتور عادل رفعت والدكتور بهجت النادي والطلبة الحاضرين.


شارك

© مكتبة الإسكندرية