تقسيم السودان لمناطق تجمعها فيدرالية واحدة هو الحل الأمثل لمشاكله

تاريخ النشر

الإسكندرية— عقدت بمكتبة الإسكندرية مساء السبت الموافق 7 يوليو 2007، ندوة بعنوان "السودان: التحديات وآفاق التنمية في وادي النيل"، والتي تحدث فيها الدكتور بشير البكري، سفير السودان الأسبق بباريس والدكتورة إجلال رأفت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، كما أدار الندوة هاني رسلان المحرر بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.

وأثنى بشير في بداية اللقاء على الدور الإيجابي لمكتبة الإسكندرية والتي اعتبرها منارة للفكر والثقافة والتنوير ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع. وتطرق سفير السودان الأسبق لصلب الموضوع، وصرح إن الحكومات المتعاقبة في السودان فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة التنوع الثقافي بالبلاد إدارة حسنة، وقد تجلت نتيجة ذلك في الجنوب ودارفور وباقي المناطق.

وأضاف أن التجزئة أو الإقليمية "الريجوناليزم" هي الحل الأنجع لمشاكل السودان، فتقسيم البلاد لمناطق لكل منها حكومتها تجمع بينها فيدرالية واحدة كما في ألمانيا وسويسرا، يسهم في وقف الاقتتال الداخلي ويؤدي إلى وحدة البلاد. وعبّر بشير البكري سفير السودان الأسبق بباريس عن دعمه لدارفور وحقهم أن تكون لهم حكومة تدير شئونهم في إطار فيدرالي يشمل السودان ككل، مشيرا إلى أن دارفور كانت دولة قائمة بذاتها منذ قرون.

وأشار إلى أن قمة الاتحاد الأفريقي التاسعة بأكرا هيمن على جدول أعمالها موضوع واحد وهو إنشاء ولايات متحدة أفريقية، مما أدى لانقسام الدول بين مؤيد ومعارض، وبالتالي فخيار الوحدة صعب في ظل التنوع الثقافي والعرقي.

وفي سياق متصل، أكد بشير على أهمية مبادرة حوض النيل والتي تضم عشر دول منها مصر والسودان، وذكر أن كمية كبيرة من مياه النيل لا تستغل، وبالتالي فالتعاون الإقليمي هام جدا في هذا المجال، مشدداً على أن النيل يجب أن يكون مصدرا للسلام لا للنزاعات والحروب.

من جانبها، قالت إجلال رأفت أن الأزمة الداخلية بالسودان قاسمها المشترك التعددية الثقافية، ففكرة المواطنة يهددها الارتباك في مفهوم قبول الآخر، مما يؤدي لإقصائه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهنا تبرز المسألة السودانية، حيث إن علاج ذلك صعب للغاية مقارنة بأي مشكلة أخرى، لأن ذلك يتطلب أجيالاً متعاقبة يتم تربيتها على مفهوم وفكرة المواطنة.

أما فيما يتصل بالنظام الدولي، فقد ذكرت إجلال أن السودان أصبح واقعاً ضمن الإستراتيجية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية في ظل ما يسمى بالحرب على الإرهاب نظراً لعدة أسباب منها ثرواته البترولية والمعدنية ولموقعه الجغرافي الهام.

وأنهت إجلال رأفت كلمتها بالتساؤل عما إذا كانت حكومة السودان ستقبل التنازل عن جزء من سلطاتها والمشاركة بصدق مع القوى السياسية الأخرى على الساحة الداخلية لإخراج البلاد من هذه الأزمة، خاصة وأن السودان مقبل على انتخابات رئاسية وتشريعية، بالإضافة إلى حق تقرير المصير للجنوب عام 2011.


شارك

© مكتبة الإسكندرية